للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما ولد قابيل وإقليما في بطن، ثم هابيل وتوأمته ليوذا في بطن، وكان بينهما سنتين، في قول الكلبي، وأدركوا، أمر الله آدم عليه السلام أن ينكح قابيل ليوذا، أخت هابيل، وينكح هابيل إقليما، أخت قابيل، وكانت أخت قابيل من أحسن الناس، فذكر آدم ذلك لولده، فرضي هابيل، وسخط قابيل، وقال: هي أختي ولدت معي في بطن، وهي أحسن من أخت هابيل، فأنا أحق بها، ونحن من ولادة الجنة، وهما من ولادة الأرض، فأنا أحق بأختي، فقال له أبوه: إنها لا تحل لك، فأبى أن يقبل ذلك منه، وقال: إن الله لم يأمره بهذا، وإنما هو من رأيه، فقال لهما آدم: فقربا قربانا فأيكما يقبل قربانه فهو أحق بها (١).

وقال معاوية بن عمار (٢): سألت الصادق رحمه الله عن آدم عليه السلام أكان زوَّج ابنته من ابنه؟ فقال: معاذ الله، لو فعل ذلك آدم ما رغب عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا كان دين آدم إلا دين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إن الله تعالى لما أهبط آدم وحواء إلى الأرض، وجمع بينهما, ولدت حواء


(١) من قوله: وكان الرجل يتزوج أية أخواته شاء إلى هنا جزء من الأثر السابق عن ابن إسحاق، وأخرج الطبري طرفًا منه في "جامع البيان" ٦/ ١٨٨ بالإسناد السابق.
(٢) ابن أبي معاوية البجلي الكوفي، قال ابن معين، والنسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به.
انظر: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ٨/ ٣٨٥، "تهذيب التهذيب" لابن حجر ٤/ ١١٠، وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" ٤/ ١٣٧: صدوق، وكذا في "تقريب التهذيب" لابن حجر (ص ٩٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>