للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بنتًا، فسماها عناقًا فبغت، وهي أول من بغت على وجه الأرض، فسلط الله عليها من قلتها، فولد لآدم على إثرها قابيل، ثم ولد له هابيل، فلما أدرك قابيل أظهر الله له جنية من ولد الجان، يقال لها: جمانة، في صورة إنسية، وأوحى الله تعالى إلى آدم أن زوجها من قابيل، فزوجها منه، فلما أدرك هابيل أهبط الله إلى آدم حورًا في صورة إنسية، وخلق لها رحمًا، وكان اسمها نُزلة، فلما نظر إليها هابيل وَمِقَها، وأوحى الله إلى آدم أن وزوج نزلة من هابيل ففعل ذلك.

فقال قابيل: يا أبت، ألستُ أكبر من أخي، وأحق بما فعلت به منه؟ فقال له آدم: يا بني، إن الفضل بيد الله، فقال: لا, ولكنك آثرته على هواك، فقال له آدم: إن كنت تريد أن تعلم ذلك فقربا قربانًا، فأيكما يقبل قربانه فهو أولى بالفضل من صاحبه (١).


(١) قال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٦/ ١٣٥ معقبًا على هذِه القصة: هذِه القصة عن جعفر ما أظنها تصح، وأن القول ما ذكرناه، من أنه كان يزوج غلام هذا البطن لجارية تلك البطن .. ، ثم قال: وما روي عن جعفر، من قوله: فولدت بنتًا، وأنها بغت، فيقال: مع من بغت؟ أمع جني تسول لها؟ ! ومثل هذا يحتاج إلى نقل صحيح يقطع العذر، وذلك معدوم، والله أعلم.
ومع غرابة هذِه القصة ونكارتها، فهي مخالفة لما روى ابن عباس، وابن مسعود، وناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، من أنه كان يزوج غلام هذا البطن جارية البطن الأخير، وبالعكس.
انظر الأثر عنهم عند الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٨٨.
وتلك شريعة لهم، أباحها الله لحكمة يريدها من تكثير النسل والذرية، فلما كثروا حرم الله تعالى نكاح الأخوات، وهذا التقرير لا مدفع له عقلًا ونقلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>