للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جنى، مثل أخذ يأخذ أخذا (١)، قال الشاعر (٢):

وأهل خباء صالح ذات بينهم ... قد احتربوا في عاجل أنا آجله

أي: جانيه.

{كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ} قتله، فيقاد منه، {أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ} وهو قوله: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية، {فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} اختلفوا في تأويلها:

فقال ابن عباس -في رواية عكرمة، وعطية-: من قتل نبيًّا، أو إمام عدل فكأنما قتل الناس جميعًا، ومن شد على عضد نبي أو إمام عادل


(١) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (ص ١٢٤١)، (أجل).
(٢) هو الخنوت توبة بن مضرس، أحد بني مالك بن سعد بن زيد بن مناة، وإنما سماه الخنوت الأحنف بن قيس؛ لأن الأحنف كلمه فلم يكلمه احتقارًا له، فقال: إن صاحبكم هذا الخنوت، والخنوت -بكسر الخاء، وفتح النون مع تشديدها- المتجبر المذاهب بنفسه، المستصغر للناس.
انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ١٦٣، "الكامل" لابن الأثير ٤/ ٢٣١، "الإصابة" لابن حجر ١/ ٢٠١.
وقد نسب الزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ١٦٨ البيت إلى خوات بن جبير الأنصاري.
وذكر البيت بدون نسبة الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٢٠٠، وابن منظور في "لسان العرب" (أجل).
ومعنى أنا آجله أي: أنا الذي جررته عليهم، وجنيته، ويدل على هذا المعنى قراءة أبي جعفر المدني -أحد العشرة {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ} بكسر النون، وترك الهمزة.
انظر: "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>