للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سعيد بن جبير: نزلت في ناس من عرينة، وعكل (١)، أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبايعوه على الإِسلام، وهم كذبة وليس الإِسلام يريدون، ثم قالوا: إنَّا نجتوي (٢) المدينة، فقال النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-: "اخرجوا إلى لقاحنا، فاشربوا من أبوالها وألبانها"، فذهبوا فقتلوا الرعاة، واستاقوا الإبل، وارتدوا عن الإِسلام فنودي في النَّاس: يَا خيل الله اركبي، فركبوا لا ينتظر فارس فارسًا، فخرجوا في طلبهم، فجيء بهم، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقطع أيديهم، وأرجلهم، وسمل (٣) أعينهم، وتركهم بالحرة حتَّى ماتوا (٤).

ثم اختلفوا في حكم حديث العرنيين، فقال بعضهم: هي منسوخة،


(١) عرينة: بضم العين، وفتح الراء: بطن من قضاعة، ومن تميم، وعكل بضم العين، وسكون الكاف: بطن من تميم.
انظر: "لب اللباب" للسيوطي ٢/ ١١٣ - ١١٩.
(٢) أي: كرهوا البقاء فيها لضر أصابهم.
انظر: "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس (جوى).
(٣) السمل: بفتح السين، وسكون الميم هو: فقء العين بحديدة محماة.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (سمل).
(٤) أخرج قصةَ العرنيين من طريق سعيد بن جبير عبدُ الرَّزّاق في "المصنف" ١٠/ ١٠٧ (١٨٥٤٠)، والطبري في "جامع البيان" ٦/ ٢٠٧، وأبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" (ص ١٤١) (٢٥٧).
وأخرجها البُخَارِيّ في كتاب الوضوء، باب أبوال الإبل والدواب والغنم ومرابضها (٢٣٣)، ومسلم كتاب القسامة، باب حكم المحاربين والمرتدين (١٦٧١)، وأَحمد في "مسنده" ٣/ ٢٣٣ (١٣٤٤٣)، وغيرهم من طرق عن أنس - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>