للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا} يعني: اليهود، {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} قوالون به -يعني: بني قريظة، {سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ} (١) يعني: يهود خيبر، وذلك على ما قاله أهل التفسير: أنَّ امرأةً ورجلًا من أشراف أهل خيبر زنيا -واسم المرأة يسرة- وكانت خيبر حربًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان الزانيان محصنين، وكان حدَّهما الرجم في التوراة، فكرهت اليهود رجمهما؛ لشرفهما، فقالوا: إنَّ هذا الرَّجل، الذي بيثرب، ليس في كتابه الرجم، ولكنَّه الضرب، فأرسلوا إلى إخوانكم بني قريظة، فإنهم صُلْح له، وجيرانه، فيسألوه عن ذلك، فبعثوا رهطًا منهم مستخفين، وقالوا لهم: سلوا محمدًا عن الزانيين إذا أحصنا، ما حدُّهما؟ فإن أمركم بالجلد، فاقبلوا منه، وإن أمركم بالرجم، فاحذروه، ولا تقبلوا منه، وأرسلوا الزانيين معهم، فقدم الرهط حتَّى نزلوا على قريظة والنضير، فقالوا لهم: إنَّكم جيران هذا الرَّجل، ومعه في بلده، وقد حدث فينا حدث: فلان وفلانة فجرا، وقد أحصنا، فنحبُّ أن تسألوا لنا محمدًا عن قضائه فيه، فقالت لهم بنو قريظة والنضير: إذًا، والله، يأمركم بما تكرهون من ذلك، ثم انطلق قوم، منهم: كعب بن الأشرف، وكعب بن أسد، وسُعَيَّة بن عمرو، ومالك بن الصيف، وكنانة بن أبي الحُقَيْق، وشاس بن قيس، وأبو نافع، ويوسف، وعازار، وسلول، إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يَا محمدُ، أخبرنا عن الزاني، والزانية، إذا


(١) في (ت): لم يأتوك.

<<  <  ج: ص:  >  >>