للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحصنا، ما حدُّهما؟ وكيف تجد في كتابك؟ فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وهل ترضون بقضائي في ذلك؟ " قالوا: نعم، فنزل جبريل بالرجم، وأخبرهم بذلك، فأبوا أن يأخذوا به، فقال له جبريل: اجعل بينك وبينهم ابن صوريا (١)، ووصفه له، فقال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "هل تعرفون شابًّا، أمرد، أبيض أعور، يسكن فدك، يقال له: ابن صوريا"، قالوا: نعم، قال: "فأيُّ رجل هو فيكم؟ " قالوا: هو أعلم يهوديٍّ بقي على ظهر الأرض بما أنزل الله على موسى في التوراة، قال: "فأرسلوا إليه"، ففعلوا، فأتاهم عبد الله بن صوريا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنْتَ ابن صوريا؟ "قال: نعم، قال: "فأنت أعلم اليهود؟ " قال: كذلك يزعمون، قال: "أتجعلونه بيني وبينكم؟ " قالوا: نعم، قد رضينا به، إذا رضيتَ به.

فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنِّي أنشدك بالله الذي لا إله إلَّا هو، القوي، إله بني إسرائيل، الذي أنزل التوراة على موسى، والذي أخرجكم من مصر، وفلق لكم البحر، وأنجاكم، وأغرق آل فرعون، والذي ظلَّل عليكم الغمام، وأنزل عليكم المنَّ والسلوى، وأنزل عليكم كتابه، فيه حلاله وحرامه، هل تجدون في كتابكم الرَّجم على من أحصن" قال ابن صوريا: نعم، والذي (ذكَّرتني به) (٢)! لولا خشيته أن تحرقني التوراة -إن كذبتُ أو غيَّرتُ- ما


(١) في "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ١٩٣: عبد الله بن صوري، وقد ترجم له ابن حجر في "الإصابة" ٤/ ١٣٣، وذكر قصته هذِه.
(٢) في (ت): نفسي بيده.

<<  <  ج: ص:  >  >>