للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذ أماتوه" (١).

قال عبد الله بن عمر: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أمر برجم اليهوديَّين، فرأيته يحنأ بيده عليها, ليقيها الحجارة (٢).

ونزلت: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} يخبركم فلا يخبروكم به, فوضع ابن صوريا يده على ركبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال: أنشدك بالله، وأعيذك بالله أن تخبرنا (بالكثير الذي أمرت أن تعفو عنه، فأعرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له ابن صوريا: أخبرني عن خصال ثلاث أسألك عنهن) (٣)، قال: "ما (٤) هي؟ " قال:


(١) أخرجه مسلم كتاب الحدود، باب رجم اليهود، أهل الذمة في الزنا (١٧٠٠)، والنَّسائيّ في "تفسيره" ١/ ٤٣٦ (١٦٤)، وأبو داود كتاب الحدود، باب في رجم اليهود (٤٤٤٨)، وغيرهم، من حديث البراء بن عازب بلفظ: مُرَّ على النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- بيهودي محمَّمًا مجلودًا، فدعاهم - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هكذا تجدون حدَّ الزاني في كتابكم؟ " قالوا: نعم، فدعا رجلًا من علمائهم، فقال: "أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حدَّ الزاني في كتابكم؟ " قال: لا, ولولا أنَّك نشدتني بهذا لم أخبرك: نجده الرَّجم، ولكنه كثر في أشرافنا، فكنَّا إذا أخذنا الشَّريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحدَّ، قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرَّجم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمَّ! أنا أوَّل من أحيا أمرك إذ أماتوه" فأمر به فرُجم.
(٢) أخرجه البُخَارِيّ في كتاب الحدود، باب أحكام أهل الذمة وإحصانهم إذا زنوا ورُفعوا إلى الإِمام (٦٨٤٠)، والنَّسائيّ في "السنن الكبرى" ٤/ ٢٩٤ (٧٢١٥)، وأَحمد في "مسنده" ٢/ ١٥١ (٦٣٨٥) عن ابن عمر، في قصة اللذين زنيا من اليهود، السابقة.
(٣) من (ت).
(٤) في (ت): من.

<<  <  ج: ص:  >  >>