للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والقول الأول أولى بالصواب، لقوله {يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}.

وقيل: هو استفهام تقديره: أيد الله مغلولة عنا، حيث قتر المعيشة علينا؟

قال الله تعالى: {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ} أي: أمسكت أيديهم عن الخيرات، وقبضت عن الانبساط بالعطيات.

وقال يمان بن رباب: شُدِّد وثُقِّل عليهم الشرائع (١)، بيانه قوله: {وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} (٢).

وقال (٣): هو من الغل في النار يوم القيامة، كقوله: {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ} (٤).

{وَلُعِنُوا} عذبوا، {بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} اختلفوا في معنى يد الله:

فقال قوم: إن له يدا، لا كالأيدي، فأشاروا باليد إلى الجارحة، ثم قصدوا نفي التشبيه بقولهم لا كالأيدي وهذا غير مرضي من القول، وفساده لا يخفى (٥).


(١) لم أجد قوله بعد البحث عنه.
(٢) الأعراف: ١٥٧.
(٣) في (ت): وقيل.
(٤) غافر: ٧١.
(٥) بل هذا هو الحق في صفة اليد، أن لله تعالى يدين، تليقان بجلاله وعظمته، لا تشبه يد المخلوق، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة الذي يثبتون ما أثبته الله تعالى لنفسه، وأثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. =

<<  <  ج: ص:  >  >>