للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} فقال أبو ثعلبة: سألت عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت دنيا مؤثرة، وشحًّا مطاعًا، وهوى متبعًا، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك، وذر عوامهم، فإن وراءكم أيامًا أيام الصبر، إذا عمل العبد بطاعة الله لم يضره من ضل بعده وهلك، وأجر العامل المتمسك يومئذ بمثل الذي أنتم عليه كأجر خمسين عاملًا".

قالوا: يا رسول الله كأجر خمسين عاملًا منهم؟ قال: "لا، بل كأجر خمسين عاملًا منكم" (١).


(١) أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم، باب الأمر والنهي (٤٣٤١)، والترمذي في أبواب التفسير، باب ومن سورة المائدة (٣٠٥٨)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ١٠/ ٩١، وابن ماجه في كتاب الفتن، باب قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} (٤٠١٤)، والحاكم في "المستدرك" ٤/ ٣٥٨، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ٢/ ١٠٩ (٣٨٥)، والداني في "السنن الواردة في الفتن" ٣/ ٦٤١ (٢٩٣)، والطبراني في "مسند الشاميين" ١/ ٢٤٨ (٣٥٣)، من طرق عن عتبة بن أبي حكيم، عن عمرو بن جارية اللخمي، عن أبي أمية الشعباني. . به. وفي سنده عتبة صدوق يخطئ كثيرًا، "تقريب التهذيب" لابن حجر (ص ٦٥٧)، وعمرو مقبول، "تقريب التهذيب" لابن حجر (ص ٧٣١)، وكذا أبو أمية، فهما ضعيفان، ويعتبران في المتابعات، فالحديث بهذا الطريق ضعيف الإسناد.
وللحديث شاهد من طريق إبراهيم بن أبي جبلة عن عتبة بن غزوان مرفوعًا: "إن من ورائكم أيام الصبر، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم"، قالوا: يا نبي الله، أو منهم؟ قال: "بل منكم".
أخرجه ابن نصر في "السنة" (ص ٩)، والطبراني في "المعجم الكبير" ١٧/ ١١٧ (٢٨٩)، وسنده صحيح، إلا ما يخشى من الانقطاع بين إبراهيم وعتبة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>