للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التكثير، مرة بعد مرة، كقوله -عز وجل-: {وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} (١).

وقرأ الباقون بالتخفيف، لقوله {أَنْزِلْ عَلَيْنَا}.

{فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ} أي: بعد نزول المائدة {فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} يعني: عالمي زمانه، فجحد القوم، وكفروا بعد نزول المائدة، فمسخوا قردة وخنازير.

قال عبد الله بن عمرو: إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة المنافقون، ومن كفر من أصحاب المائدة، وآل فرعون (٢).

واختلف العلماء في المائدة هل نزلت عليهم أم لا؟ فقال مجاهد: ما نزلت المائدة، وهذا مثل ضرب (٣).

وقال الحسن: والله ما نزلت المائدة، إن القوم لما سمعوا الشرط، وقيل لهم {فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} استعفوا، وقالوا: لا نريدها، ولا حاجة لنا فيها، فلم تنزل (٤).

والصواب أنها نزلت لقوله -عز وجل-: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} ولا يقع في


= انظر: "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ١٦٥)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٥٦.
(١) الإسراء: ١٠٦.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ١٣٦، وعبد بن حميد، وأبو الشيخ، كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٢/ ٦١٤.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ١٣٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١٢٤٨.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ١٣٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١٢٥٢، وابن الأنباري في "الأضداد" (ص ٣٥١، ٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>