للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أكلوا بأجمعهم وفضل (١).

وقال الكلبي ومقاتل: استجاب الله لعيسى - رضي الله عنه - فقال: إني منزلها عليكم (كما سألتم) (٢)، فمن أكل من ذلك الطعام ثم لم يؤمن جعلته مثلًا ولعنة لمن بعدهم، قالوا: قد (٣) رضينا. فدعا شمعون الصفا -وكان أفضل الحواريين- فقال: هل معك طعام؟ قال: نعم، معي سمكتان صغيرتان، وستة أرغفة. فقال: علي بها. فقطعهن عيسى قطعًا صغارًا، ثم قال: اقعدوا في روضة وترفقوا رفاقًا، كل رفقة عشرة. ثم قام عيسى ودعا الله فاستجاب الله له، فنزل فيها البركة، فصار خبزًا، صحاحًا وسمكًا صحاحًا، ثم قام عيسى، فجعل يلقي في كل رفقة ما حملت أصابعه، ثم قال: كلوا بسم الله، فجعل الطعام يكثر، حتى بلغ ركبهم، فأكلوا ما شاء الله، وفضل خمس زبل، والناس خمسة آلاف ونيف، فقال الناس جميعًا: نشهد أنك عبده ورسوله. ثم سألوا مرة أخرى، فدعا عيسى فأنزل الله خبزًا وسمكًا: خمسة أرغفة وسمكتين، فصنع بهما ما صنع في المرة الأولى، فلما رجعوا إلى قراهم ونشروا هذا الحديث ضحك منهم من لم يشهدوا، وقالوا لهم: ويحكم، إنما سحر أعينكم. فمن أراد الله به الخير ثبته على بصيرته، ومن أراد فتنته رجع إلى كفره،


(١) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ٢٠٠، والطبري في "جامع البيان" ٧/ ١٣٣.
(٢) من (ت).
(٣) من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>