للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومجاز الآية: الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض والظلمات والنور.

وقيل: معناه: خلق السماوات والأرض، وقد جعل الظلمات والنور؛ لأنه خلق الظلمة والنور قبل خلق السماوات والأرض (١).

قال قتادة: خلق الله السماوات قبل الأرض، والظلمة قبل النور، والجنة قبل النار (٢).

وقال وهب: أول ما خلق الله مكانًا مظلمًا، ثم خلق جوهرة فأضاءت ذلك المكان، ثم نظر إلى الجوهرة (٣) نَظَرَ الهيبة فصارت ماءً، فارتفع بخارها وزبدها، فخلق من البخار السماوات ومن الزبد الأرضين (٤).

وروى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:


(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٣/ ١٢٦.
(٢) أخرجه الطبري ٧/ ١٤٣، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٥٩ (٧٠٧٩، ٧٠٨٣) كلاهما من طريق يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة.
وإسناده صحيح، وزاد السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٦ نسبته لعبد بن حميد وابن المنذر، وأبي الشيخ، عن قتادة.
(٣) في الأصل: الجوهر. والمثبت من (ت).
(٤) هذا الأثر من الإسرائيليات التي رواها وهب، فقد قال عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٤/ ٥٤٥: وروايته للمسند قليلة، وإنما غزارة علمه في الإسرائيليات، ومن صحائف أهل الكتاب.
وقد ذكر الفخر الرازي في "تفسيره" ٢٢/ ١٦٢ هذا الخبر، فقال: جاء في التوراة. . مما يؤكد أنه من الإسرائيليات.

<<  <  ج: ص:  >  >>