للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عبد مناف، من أهل الكفر إلى أبي طالب، فقالوا: يا أبا طالب، لو أن ابن أخيك محمدًا يطرد عنه موالينا وحلفاءنا؛ فإنما هم عبيدنا وعسفاؤنا، كان أعظم في صدورنا، وأطوع له عندنا، وأدنى لاتِّباعنا إيَّاه، وتصديقنا له، فأتى أبو طالب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحدَّثه بالذي كلموه.

فقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: لو فعلت ذلك حتى تنظر ما الذي يريدون، وإلى ما يصير قولهم؟ (١) فأنزل الله عز وجل هذِه الآيات، فلما إنزلت هذِه الآيات) (٢) أقبل عمر بن الخطاب، فاعتذر من مقالته (٣).

وقال جبير (٤) بن نفير: إن قريشًا أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إن كنت أُرْسِلْتَ رسولًا إلينا (٥)، فاطرد هؤلاء السقاط عنك، فنكون أصحابك؛ فأنزل الله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} (٦).

قال ابن عباس - رضي الله عنه -: يعني: يعبدون ربهم بالصلاة المكتوبة {بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}: يعني: صلاة الظهر (٧) وصلاة العصر: وذلك أن


(١) في (ت): ما يصرون في قولهم.
(٢) الأصل: نظر، وما أثبته من (ت).
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ٢٠٢، عن عكرمة، وفي إسناده: الحسين ابن داود المصيصي المعروف بـ (سنيد) وهو ضعيف مع إمامته، لكونه كان يلقن حجاج بن محمد شيخه. "تقريب التهذيب" ١/ ٣٩٧.
(٤) في الأصل: جويبر، والتصويب من (ت).
(٥) من (ت).
(٦) انظر: "مدارك التأويل" للنسفي ١/ ٣٢٤.
(٧) ليست في (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>