للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والشهر كالسنة، فلم يمكث إبراهيم في المغارة إلَّا خمسة عشر يومًا، حتى رجع إلى أبيه آزر، فأخبره أنه ابنه، وأخبرته أم إبراهيم أنه ابنه، وأخبرته بما كانت صنعت في شأنه، فسُرَّ بذلك آزر، وفرح (١) فرحًا شديدًا.

قالوا: فلما شبَّ إبراهيم -عليه السَّلام- وهو في السرب بعدُ قال لأمه: من ربي؟ قالت: أنا، قال: فمن ربك؟ قالت: أبوك، قال: فمن ربّ أبي؟ قالت له: أسكت، فسكت (٢). ثم رجعت إلى زوجها، فقالت: أرأيت الغلام الذي كنّا نُحَدَّثُ أنه يُغَيِّر دين أهل الأرض؟ فإنه ابنك، ثم أخْبَرتهُ بما قال لها. فأتاه أبوه آزر، فقال له إبراهيم: يا أبتاه، من ربي؟ قال: أمك، قال: فمن رب أمي؟ قال: أنا، قال: فمن ربك؟ قال: نمرود، قال: فمن رب نمرود؟ فلطمه لطمة، وقال له: أسكت، ثم قال لأبويه: أخرجاني، فأخرجاه من السرب، وانطلقا (٣) به حين غابت الشمس، فنظر إبراهيم عليه السَّلام إلى الإبل، والخيل، والغنيم. فسأل أباه: ما هذِ؟ ؛ فقال: إبل وخيل وغنم، فقال: ما لهذِه بدٌّ (٤) من أن يكون لها ربٌّ، وخالق، ثم نظر وتفكَّر في خلق السماوات والأرض، وقال: إن الذي خلقني (٥) ورزقني


(١) بعدها في (ت): بذلك.
(٢) من (ت).
(٣) في (ت): فانطلق.
(٤) في (ت): بدل.
(٥) في (ت): إن الله خلقني. وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>