للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يدل عليه ما روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي}: فعبده حتى غاب، فلما غاب قال {قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ}

{فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي}: فعبده حتى غاب، فلما غاب {قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}

{فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ}: فعبدها حتى غابت، فلما غابت {قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} (١).

وأنكر الآخرون هذا القول (٢)، وقالوا: غير جائز أن يكون لله رسول يأتي عليه وقت من الأوقات إلا وهو لله موِّحد، وبه عارف، ومن كلّ معبود سواه بريء.

قالوا: وكيف يُتَوَهَّم هذا على من عصمه الله، وطهره في مستقره ومستودعه، وآتاه رشده من قبل، وأخبر عنه، فقال: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٤)} (٣)، وقال (٤): {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (٧٥)} أفتراه أراه الملكوت ليوقن، فلما أيقن رأى كوكبًا، فقال: {هَذَا رَبِّي} على الاعتقاد؟ !


(١) "جامع البيان" ٧/ ٢٤٨، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" (٧٥٥٢) كلاهما من طريقين عن أبي صالح كاتب الليث عن معاوية بن صالح عنه به. وإسناده حسن. ورواية ابن أبي حاتم مختصرة.
(٢) "جامع البيان" ٧/ ٢٤٩، وانظر "معالم التنزيل" للبغوي ٣/ ١٦١.
(٣) الصافات: ٨٤.
(٤) ساقطة من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>