للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للراكب المسرع، فذلك الباب مفتوح منذ خلق الله خلقه إلى صبيحة تلك الليلة، عند طلوع الشمس والقمر من مغاربهما، ولم يتب عبدٌ من عباد الله توبةً نصوحاً منذ خلق الله آدم إلى ذلك اليوم، إلاّ ولجت تلك التوبة في ذلك الباب. ثم ترفع إلى الله -عز وجل-".

فقال معاذ بن جبل: بأبي أنت وأُمي، وما التوبة النصوح؟ قال: "أن يندم المذنب على الذنب الذي أصاب، فيعتذر إلى الله، ثمَّ لا يعود إليه، كما لا يعود اللبن إلى الشرع. قال: فيغربهما جبريل في ذلك الباب، ثمَّ يرد المصراعيْن، ثمَّ يلتئم ما بينهما، فيصير كأنَّه (١) لم يكن بينهما صَدْعٌ قط، فإذا أغلق باب التوبة، لم يُقبل لعبدٍ (٢) بعد ذلك توبةٌ، ولم تنفعه حسنة يعملها في الإسلام، إلاّ مَنْ كان قبل ذلك مُحسناً؛ فإنَّه يجرى عليه ما كان يجرى عليه قبل ذلك اليوم، فذلك قوله: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} ". [الأنعام: ١٥٨] فقال أُبي بن كعب - رضي الله عنه -: بأبي أنت (٣) وأُمّي، يا رسول الله فكيف بالشمس والقمر يومئذٍ وبعد ذلك؟ وكيف بالناس والدنيا؟ فقال: "يا أُبيُّ، إنَّ الشمس والقمر (٤) يكسيان بعد ذلك الضوء والنور، ثمَّ يَطلُعان على الناس ويغربان، كما كانا قبل ذلك يطلعان ويغربان، وأما الناس: فإنهم رأوا ما


(١) في (ت): كأن.
(٢) ليست في (ت).
(٣) ليست في (ت).
(٤) ليست في (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>