للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشمس والقمر قد طلعا من المغرب، فينظر، الناس فإذا هم بهما أسودان لا ضوء للشمس ولا نور للقمر، مَثَلُهَمَا في كُسَوفِهِمَا قبل ذلك، فذلك قوله: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩)} (١)، وقوله: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١)} (٢) فيرتفعان كذلك مثل البعيرين القرنيْن (٣) يُنازع كلّ واحد منهما صاحبه استباقًا، ويتصارخ أهل الدنيا، وتذهل الأُمّهات عن أولادها، والأحبّة عن ثمرات قلوبها، فتشتغل كلُّ نفس بما أتاها: فأمّا الصالحون والأبرار، فإنَّه ينفعهم بكاؤهم يومئذٍ، ويكتب (لهم ذلك) (٤) عبادة، وأمّا الفاسقون والفُجّار، فلا ينفعهم بكاؤهم يومئذ، ويكتب ذلك عليهم حسرة وندامة (٥)، فإذا ما (٦) بلغ الشمس والقمر سُرَّة السماء -وهي مَنصَفُهَا، جاءهما جبريل، فأخذ بقرونهما، فردّهما إلى المغرب، فلا يغربهما من مغاربهما، ولكن يغربهما من باب التوبة" فقال له عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: بأبي أنت وأُمّي، يا رسول الله، وما باب التوبة؟ فقال: "يا عمر، خلق الله بابًا للتوبة خلف المغرب، له مصراعان من ذهب مكلّلان بالدرّ والجوهر (٧)، ما بين المصراع إلى المصراع الآخر أربعون سنة


(١) القيامة: ٩.
(٢) التكوير: ١.
(٣) من (ت).
(٤) جاء في (ت): ذلك عليهم.
(٥) من (ت).
(٦) ليست في (ت).
(٧) في (ت): الجواهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>