للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الليل. ثمَّ يعود وهو وَجِل مشفق خائف؛ لما يتوقّع من هول تلك الليلة، فيقوم فيصلّي -أيضًا- مثل ورده كلِّ ليلة قبل ذلك، ثمَّ ينظر، فلا يرى الصبح، فيخرج الثالثة، فينظر إلى السماء، فإذا هو بالنجوم قد استدارت مع السماء، فصارت في أماكنها عند أوَّل الليل، فيشفق عند ذلك شفقة المؤمن العارف لما كان يَحْذَرُ، يستخفه الخوف ويستخفه الندامة (١). ثمَّ ينادي بعضهم بعضًا، وهم كانوا قبل ذلك (٢) يتعارفون ويتواصلون، فيجتمع المتهجدون من أهل كل بلدة، في تلك الليلة، في مسجد من مساجدهم، ويجأرون إلى الله تعالى بالبكاء والصراخ بقيَّة تلك الليلة. فإذا ما تمَّ لهما مقدار ثلاث ليال، أرسل الله إليهما جبريل -عليه السلام-، فيقول: إنَّ الرب تبارك وتعالى يأمركما أن تَرْجِعَا إلى مغاربكما، فتطلعا منه، وأنَّه لا ضوء لكما عندنا ولا نور، فيبكيان عند ذلك؛ وَجَلاً من الله؛ وخوفَ يوم القيامة، بكاءً يسمعه أهل سبع سماوات (ومَن دونها) (٣) وأهل سُرادقات العرش وحملة العرش ومن فوقهما، فيبكون جميعًا؛ لبكائهما؛ من خوف الموت والقيامة، فيرجع الشمس والقمر، فيطلعان من مغربهما. قال: فبينما (٤) المتهجِّدون يبكون ويتضرَّعون إلى الله، والغافلون في غفلاتهم، إذ نادى منادٍ: ألا إن


(١) جاء في (ت) فيستخفه الخوف وتستحقه الندامة.
(٢) ليست في (ت).
(٣) مكرر في (ت).
(٤) في (ت) (فبين).

<<  <  ج: ص:  >  >>