للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - وقتادة معناه (١): قال الله تعالى لآدم: أمني تفر؟ ألم يكن لك فيما أبحتك ومنحتك من الجنّة مندوحة عن الشجرة؛ قال: بلى وعزتك، ولكن ما ظننت أن أحدًا من خلقك يحلف بك (٢) كاذبًا، قال: فبعزتي لأُهبطنّك إلى الأرض، ثمّ لا تنال العيش إلّا كدًا، فأُهبِط من الجنّة، وكانا يأكلان منها رغدًا إلى غير رغد من طعام وشراب، فعُلّم صنعة الحديد، وأمر بالحرث فحرث وزرع، ثمّ سقى حتّى إذا بَلَغَ حَصَدَ (٣)، ثم داسه (٤) ثم ذرّاه ثمّ طحنه ثمّ عجنه ثمّ خبزه ثمّ أكله فلم يبلغه حتّى بلغ منه ما شاء الله أن يبلغ. (٥)

{وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ}.

قال محمد بن قيس: ناداه ربّه يا آدم لم أكلت منها وقد نهيتك؟ قال: يارب أطعمتني حواء. قال: يا حواء لم أطعمتيه؟ قالت: أَمَرتني الحيّة. قال للحيّة: لِمَ أمرتها (٦)؟ قالت: أمرني إبليس. فقال الله تعالى: يا حوّاء أمّا أنت فكما أدميت الشجرة تدمين كل شهر، وأمّا


(١) من (ت).
(٢) من (ت) و (س).
(٣) في الأصل: حصده. وما أثبته من (ت)، وهو موافق لما في المصدر.
(٤) في (ت): دسه. وهو تصحيف. جاء في "لسان العرب" لابن منظور ٦/ ٧٩ (درس): دَرَسَ الطعامَ يَدْرُسُه داسَه، ودُرِسَ الطعامُ يُدْرسُ دِراسًا إِذا دِيسَ ... ودَرَسُوا الحِنْطَة دِراسًا أَي داسُوها.
(٥) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ١٤٢.
(٦) من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>