للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكأن المتأول (١) للكلام سايسه والقادر عليه وواضعه موضعه. (ومعنى قولهم: ما تأويل هذا الكلام؟ أي: إلى ما تؤول العاقبة في المراد به، وعلى ماذا يستقر مقصد المتكلم من الوجوه المحتملة له) (٢).

وإنما بنوهما على التفعيل؛ لأنه يدل على التكثير، فكأنه يتَّبع سورة بعد سورة وآية بعد آية.

فأما الفرق بينهما: فقالت العلماء: التفسير: علم نزول الآية وشأنها وقصتها، والأسباب التي نزلت فيها. فهذا وأضرابه محظور على الناس (لا يصلح) (٣) القول فيه إلا بالسماع والأثر.

فأما التأويل فالأمر فيه سهل؛ لأنه صرف الآية إلى معنى تحتمله.

وليس بمحظور على العلماء استنباطه والقول فيه بعد أن يكون موافقًا للكتاب والسنة. والله أعلم (٤).


(١) في النسخ الأخرى: المُؤِّل.
(٢) من (ج). وقول النضر بن شميل يرويه المصنف عنه بسنده من كتابه "الغريب" وقد تقدم إسناده إليه، وهو مفقود. وانظر هذا المعنى في "البرهان" للزركشي ١/ ١٦٤، "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٢٦٧ (أول).
(٣) من (ت).
(٤) انظر: "البرهان" للزركشي ٥/ ١٦٥، "الإتقان" للسيوطي ٦/ ٢٢٦١ وما بعدها. وما ذكره المصنف في الفرق بين التفسير والتأويل هو قول من أقوال كثيرة ذكرها العلماء في الفرق بينهما، وهي في المصدرين السابقين.

<<  <  ج: ص:  >  >>