للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو عبيدة: القريب والبعيد يكونان للتذكير والتأنيث (١) واحتج بقول عروة بن الورد (٢):

عَشِيَّةَ لا عَفْرَاءُ مِنْكَ قَرِيبَةٌ ... فَتَدْنُو وَلا عَفْرَاءُ مِنْكَ بَعِيدُ (٣)

وقال أبو عبيدة: القريب والبعيد إذا كانا أسمين استوى فيهما المذكر والمؤنث فإن بنيتهما على بعدت وقَرُبت قلت قربت فهي قريبة وبعدت فهي بعيدة (٤).


(١) ذكره أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ٢١٦ إلا أنه لم يذكر هذا الشاهد من الشعر وإنما ذكر غيره.
(٢) البيت لعروة بن حزام وليس لعروة بن الورد كما هو في ديوانه والمصادر، ولعله خطأ من النساخ، وكذا
صوبه العلامة أحمد شاكر، انظر: حاشية "جامع البيان" للطبري ١٢/ ٤٨٨. وهو: عروة بن حزام بن مالك من بني عذرة (ت ٣٠ هـ). شاعر حجازي مشهور، وأحد المتيمين الذين قتلهم الهوى لا يعرف له شعر إلا في عفراء بنت عمه وتشبيبه بها، وضرب بحبه العذري وعشقه المثل.
انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر ٤٠/ ٢١٧، "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني ٢٤/ ١٢٣، "تزيين الأسواق في أخبار العشاق" للأنطاكي ١/ ٦٠.
(٣) انظر: "ديوان عروة بن حزام" (ص ١)، "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني ٢٤/ ١٢٣، والبيت كذا أورده المصنف، وهو في "ديوان عروة"، "تاريخ دمشق" لابن عساكر ٤٠/ ٢٢٣ من قصيدة بائية يقول فيها:
وَإنِّي لَتَعرونِي لِذِكْرَاكِ رَوْعْةٌ ... لَهَا بَيْنَ جِلْدِي وَالْعِظَامِ ذبيبُ
عشية لا عَفْراءُ منكَ بعيدةُ ... فتَسْلو ولا عَفْراءُ منكَ قَريبُ
(٤) ذكره أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ٢١٦ بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>