للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى حضرموت (١)، وكانوا مع ذلك قد فشوا في الأرض كلّها، وقهروا أهلها بفضل قوتهم التي آتاهم الله -عز وجل-، وكانوا أصحاب أوثان يعبدونها من دون الله صنم يقال له: صُداء، وصنم يقال له: صَمُود، وصنم يقال له: الهبار (٢). فبعث الله -عز وجل- إليهم هودًا -عليه السلام- نبيا، وهو من أوسطهم نسبًا، وأفضلهم حسبًا، فأمرهم أن يوحدوا الله فلا يجعلوا معه إلهًا غيره، (وأن يكفوا عن ظلم الناس) (٣)، (لم يأمرهم) (٤) فيما يذكر بغير ذلك، فأبوا عليه وكذّبوه، وقالوا: (مَنْ أشد منّا قوّة)، فبنوا المصانع (٥)، وبطشوا بطشة الجبارين، كما ذكر الله تعالى.

فلما فعلوا ذلك أمسك الله عنهم المطر ثلاث سنين، حتّى جهدهم ذلك، وكان الناس في ذلك الزمان إذا نزل بهم بلاء أو جَهْد، فطلبوا إلى الله الفرج منه، كانت طلبتهم إلى الله تعالى عند بيته الحرام بمكّة،


(١) حَضْرَمَوْت: المنطِقة المعروفة فِي جنوب جزِيرةِ العربِ، بين رمل الأحْقَافِ المتصِل بِما يُعرف اليوم بِالرُّبعِ الخالِي، وبحر العربِ.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٢/ ٢٦٩، "معجم المعالم الجغرافية" لعاتق البلادي (ص ١٠١).
(٢) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٢١٧ وسماه هباء، بدلا من هبار.
(٣) في الأصل: يكفّهم فيما يأمرهم. وما أثبته من (ت)، وهو موافق لرواية الطبري عن ابن إسحاق.
(٤) من (ت).
(٥) المَصانِعُ: ما يَصْنَعُه الناسُ من الآبار والأَبْنِيةِ وغيرها، قال الأَزهري: ويمال للقُصور أَيضاً مَصانعُ.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٨/ ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>