للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مسلمهم ومشركهم، فيجتمع بمكّة ناس كثير شتى، مختلفة أديانهم وكلهم (١) معظّم لمكّة، عارف بحرمتها ومكانها من الله. وأهل مكّة يومئذ العماليق، وإنّما سُمّوا العماليق لأن أباهم عمليق بن لاوذ ابن سام بن نوح، وكان سيّد العماليق إذ ذلك بمكة رجل يقال له: معاوية بن بكر، وكانت أم معاوية كلهدة بنت الخيبري رجل من عاد، فلمّا قحط المطر عن عاد وجُهِدوا، قالوا: جهزوا منكم وفدًا إلى مكة فيستسقوا لكم، فبعثوا قَيل بن عَنْز، ولقيم بن هزال بن هزيل، وعثيل بن ضد بن عاد الأكبر، (ومرثد بن سعد بن عفير، وكان مسلمًا يكتم إسلامه، وجلهمة بن الخيبري، خال معاوية بن بكر، ثمّ بعثوا لقمان بن عاد الاصغر بن صد بن عاد الأكبر) (٢)، فانطلق كل واحد من هؤلاء القوم ومعه رهط (٣) من قومه، حتّى بلغ عدد وفدّهم سبعين (٤) رجلا.

فلمّا قدموا مكّة نزلوا على معاوية بن بكر، وهو بظاهر مكّة خارجًا من الحرم، فأنزلهم وأكرمهم وكانوا أخواله وأصهاره، فأقاموا عنده شهرًا يشربون الخمر، وتغنيهم الجرادَتان: قينتان لمعاوية بن بكر،


(١) في الأصل: وكلٌ. وما أثبته من (ت) و (س) وهو موافق لرواية الطبري عن ابن إسحاق.
(٢) من (ت) و (س).
(٣) الرَّهْطُ: عَدَدُ جَمْعٍ من ثلاثةٍ إلى عَشَرَة.
انظر: "المحيط في اللغة" للصاحب بن عباد ١/ ٢٩٧. باب (رهط).
(٤) في (س): تسعين. وما في الأصل موافق لرواية الطبري في "جامع البيان".

<<  <  ج: ص:  >  >>