للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَنَّا مرثد بن سعد، فلا يقدمنَّ معنا مكّة، فإنّه قد اتبع دين هود، وترك ديننا! ثمّ خرجوا إلى مكّة يستسقون بها لعاد، فلمّا ولّوا إلى مكّة خرج مرثد بن سعد من منزل معاوية حتّى أدركهم بها، قبل أن يدعو الله بشيء مما خرجوا له، فلما انتهى قام يدعو الله، وبها وفد عاد قد اجتمعوا يدعون، فجعل (١) يقول: اللهم أعطني سؤلي وحدي ولا تدخلني في شيء مما يدعونك به وفد عاد، وكان قَيْل بن عنز رأس وفد عاد، وقال وفد عاد: اللهمّ أعطِ قَيْلا ما سألك، واجعل سؤلَنا مع سُؤله، وقد كان تخلف عن وفد عاد حين دعا، لقمان بن عاد، وكان سيّد عاد. حتى إذا فرغوا من دعوتهم قام فقال: اللهمّ إنّي جئتك وحدي في حاجتي، فأعطني سؤلي، وسأل الله طول العمر. فعمّر عُمُرَ (٢) سبعة أنسر (٣).

وقال قيل بن عنز: يا إلهنا، إن كان هود صادقًا فاسقنا، فإنّا قد هلكنا، وقال: اللهمّ إنّي لم أجئ لمريض فأُداويه ولا لأسير فأُفاديه، اللهم اسق عادًا ما كنت تسقيه، فأنشأ الله له سحائب ثلاثًا: بيضاء، وحمراء، وسوداء، ثمّ نادى مناد من السماء: يا قيل اختر لنفسك ولقومك من هذا السحاب.

فقال قيل: اخترتُ السحابة السوداء، فإنّها أكثر السحابات ماءً،


(١) من (س).
(٢) من (ت).
(٣) وذكر المصنف لاحقا أن النسر يُعَمَّر ثمانين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>