للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاختاروا لأنفسكم، إلاّ أنّه لا سبيل إلى الخلود، ولابد من الموت. فقال مرثد: اللهم أعطني برًّا وصدقًا، فأعطي ذلك، وقال لقمان: أعطني يارب عمرًا، فقيل له: أختر لنفسك، بقاء أبعار ضأن عَفْر (١) في جبل وَعْرِ (٢) لا يُلقى به القَطْر، أم سبعة أنسر إذا مضى نسر (٣) تحول (٤) إلى نسر، (فاسْتَحْيَر لقمان عمر الأبعار، فاختار عمر النسور) (٥) فعمر لقمان عمر سبعة أنسر، يأخذ (٦) الفرخ حين يخرج من بيضه، فيأخذ الذكر منها لقوته ويربيه (٧)، حتّى إذا مات أخذ غيره، فلم يزل يفعل ذلك حتّى أتى على السابع، وكان كل نسر يعيش ثمانين سنة، وكان آخرها لُبد، فلما مات لُبَد مات لقمان معه. وأما قَيْل فإنّه قال: أختار أن يصيبه ما أصاب قومه، فقيل له: إنّه الهلاك، فقال: لا أُبالي لا حاجة لي في البقاء بعدهم. فأصابه


(١) والعَفْر والعَفَر: ظاهر تراب الأرض، والعُفْرَة: لون الأعْفَر، وهي حُمرة فيها كدرة كلون الأرض.
انظر: "جمهرة اللغة" لابن دريد ١/ ٤٢١ (ر غ ف)
(٢) وَعْر: أي غليظ حَزْنٌ يصعُب الصعود إِليه.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٢٨٥ (وعر).
(٣) من (س).
(٤) في الأصل و (س): خلوت. وما أثبته من (ت).
(٥) من (ت) و (س) إلا أنه في (س): فاستحقر. بدلا من: فاستحير
(٦) في الأصل و (ت): فيأخذ. وما أثبته من (س) موافق لما في "تاريخ الرسل والملوك" للطبري.
(٧) من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>