للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالت: رأيت ريحاً فيها كشُهُب النار أمامها رجال يقودونها. فسخّرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسومًا. أي: دائمة فلم تدع من عاد أحدًا إلاّ هلك، فاعتزل هود -عليه السلام-، ومن معه من المؤمنين في حظيرة (١)، وما يصيبه ومن معه من الريح إلاّ ما تلين عليه الجلود، وتَلتذُّ الأنفس، وإنها لتمرُّ على (٢) عاد بالظعن (٣) فتحملهم (٤) ما بين السماء والأرض، وتدمغهم بالحجارة. وخرج وفد عاد من مكّة حتّى مرّوا بمعاوية بن بكر، فنزلوا عليه فبينا هم عنده، إذ أقبل رجل على ناقة له في ليلة مقمرة (مُسْيَرة ثلاثةٍ أيام) (٥) من مُصاب عاد، فأخبرهم الخبر، فقالوا: فأين فارقت هودا وأصحابه؟ قال: فارقتهم بساحل البحر. فكأنّهم شكوا فيما حدّثهم به، فقالت هزيلة بنت بكر: صدق ورب مكّة! (٦) وذكروا (٧) أنّ مرثد بن سعد ولقمان بن عاد، وقيل بن عنز حين دعوا بمكّة قيل لهم: قد أعطيتم مناكم


(١) الحظيرة: هي في الأَصل الموضع الذي يُحاطُ عليه لتأْوي إِليه الغنم والإِبل يقيها البرد والريح.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٢٠٢ (حظر)
(٢) في الأصل: من. وما أثبته من (س) موافق لما في تاريخ الطبري.
(٣) الظعن: الإِبل التي عليها الهوادج كان فيها نساء أَو لم يكن.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٣/ ٢٧٠ (ظغن).
(٤) من (س).
(٥) في الأصل: مسي ثالثة. وما أثبته من (ت).
(٦) إلى هنا انتهى سياق القصة الوارد في "جامع البيان" للطبري.
(٧) هذِه التتمة لسياق القصة وردت في "تاريخ الرسل والملوك" للطبري

<<  <  ج: ص:  >  >>