للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دنت منهم نظروا إلى الإبل والرجال تطير بهم الريح بين السماء والأرض. فلمّا رأوها تبادروا إلى البيوت، فلمّا دخلوا، دخلت عليهم فأهلكتهم فيها، ثمّ أخرجتهم من البيوت، فلمّا أهلكهم الله، أرسل عليهم طيرًا سودًا، فنقلتهم إلى البحر فألقتهم فيه، ولم يخرج ريح قط إلاّ بمكيال، إلاّ يومئذ، فإنّها (خرجت بغير كيل) (١)، عتت على الخزنة فغلبتهم، فلم يعلموا كم كان مكيالها (٢).

وقال أبو الطفيل عامر بن وَاثِلَة: سمعت عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - يقول لرجل من حضرموت: هل رأيت كثيبًا أحمر يخالط مَدَرة (٣) حمرة، ذا أرَاك وسِدْر كثير، بناحية كذا وكذا (٤) من حضرموت؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، والله إنّك لتنعته نعت رجل قد رآه، فقال: لا، ولكنّي قد حُدِّثت عنه، فقال الحضرمي: وما شأنه يا أمير المؤمنين؟ قال: فيه قبر هود صلوات الله عليه (٥).


(١) من (س).
(٢) أخرجه الطبري في "تاريخ الرسل والملوك" ١/ ٢٢٥، "جامع البيان" ١٢/ ٥٢٠ عنه، مطولا.
(٣) المَدَر: قِطع طين يابس، الواحدة مَدَرة. انظر: "العين" للخليل ٨/ ٣٨.
(٤) من (ت).
(٥) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٢١٧ قال: حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثنا ابن إسحاق، عن محمد بن عبد الله بن أبي سعيد الخزاعي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة وذكره، وقال محققه أحمد شاكر: ساق الخبر البخاري في "التاريخ الكبير" ١/ ١/ ١٣٥، بنحوه، مطولا، ولم يذكر فيه جرحًا. أهـ. وأخرجه الحاكم في "المستدرك": ٢/ ٦١٥ وسكت عنه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>