للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليهم الغار فقتلهم. فانطلق رجال ممّن قد اطلع على ذلك منهم، فإذا هم رضخ (١)، فرجعوا وجعلوا يصيحون في القرية. أي: عباد الله (أما رضي) صالح أن أمرهم بقتل أولادهم حتّى قتلهم، فاجتمع أهل القرية على عقر الناقة.

وقال محمد (٢) بن إسحاق: إنّما اجتمع التسعة على تبييت صالح بعد عقرهم الناقة، وإنذار صالح إياهم بالعذاب، ذلك أن التسعة الذين عقروا الناقة قالوا: هلّم فلنقتل صالحًا، وإن كان صادقًا عجّلناه، وإن كان كاذبًا كنا قد ألحقناه بناقته! فأتوه ليلا ليبيتوه في أهله، فدمغتهم الملائكة بالحجارة. فلمّا أبطؤوا على أصحابهم، أتوا منزل صالح، فوجدوهم منشدخين قد رُضخوا بالحجارة، فقالوا لصالح -عليه السلام-: أنت قتلتهم! ثمّ همّوا به، فقامت عشيرته (٣) دونه ولبسوا السلاح، وقالوا لهم: والله لا يقتلونه أبدًا، وقد وعدكم أنّ العذاب نازل بكم في ثلاث، فإن كان صادقًا لم تزيدوا ربّكم عليكم إلاّ غضبًا، وإن كان كاذبًا فأنتم من وراء ما تريدون! فانصرفوا عنهم (ليلتهم تلك) (٤).

قال السدي وغيره: لما ولد ابن العاشر يعني قُدَار شب في اليوم شباب غيره في الجمعة، وشبّ في الشهر شباب غيره في السنة، فلمّا


(١) الرَّضْخُ: كسر الرأْس بالحجارة.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٣/ ١٩ (رضخ).
(٢) من (ت).
(٣) في الأصل: عشرة. وما أثبته من (س).
(٤) من (ت) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٢٢٥ - ٢٢٦ عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>