كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٧ - سورة الأعراف - ٧٩ - ج: 12 - ص: 427

وقال ابن إسحاق وغيره: فانطلق قُدَار ومصدع وأصحابهما السبعة، فرصدوا الناقة حين صدرت من الماء، وقد كمن لها قُدَار في أصل صخرة على طريقها، وكمن لها مصدع في أصل صخرة أخرى، فمرّت على مصدع فرما بسهم فانتظم به عضلة ساقها، وخرجت أم غنم بنت عنيزة، وأمرت ابنتها وكانت من أحسن الناس فاسفرت لقدار، ثمّ أمرته فشد على الناقة بالسيف، فكشف عرقوبها فخرت ورَغَت رُغَاة (١) واحدة، تحذر سقبها، ثمّ طعن في لَبَّتها (٢) فنحرها، فخرج أهل البلدة واقتسموا لحمها وطبخوه، فلمّا رأى سقبها ذلك انطلق حتّى أتى جبلا منيفًا يقال له صنو، وقيل: اسمه قارة، وأُتي صالح فقيل له: أدرك الناقة فقد عُقرت، فأقبل وخرجوا يتلقونه ويعتذرون إليه، يانبي الله إنّما عقرها فلان، فلا ذنب لنا، فقال صالح -عليه السلام-: انظروا هل تدركون فَصيْلها (٣)، فإن أدركتموها فعسى أن يُرُفع عنكم العذاب. فخرجوا يطلبونه، فلمّا رأوه على الجبل ذهبوا ليأخذوه، فأوحى الله تعالى إلى الجبل، فتطاول في السماء حتّى ما تناله الطير، وجاءَ صالح -عليه السلام-، فلمّا رآه الفصيل

---

(١) الرُّغاءُ: صوتُ الإبلِ رغا البعيرُ، والناقة تَرْغُو رُغاءً صوَّتت فضَجَّت.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٤/ ٣٢٩ (رغا).
(٢) اللَّبَّةِ: هي اللِّهْزِمةُ التي فوق الصدر، وفيها تُنْحَرُ الإِبل. انظر "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٧٢٩ (لبب).
(٣) الفَصِيل: ولد الناقة إِذا فُصِل عن أُمه.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ٥٢١ (فصل).