للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأوّل، فأصبحوا يوم الخميس ووجوههم مصفرّة، كأنّما طليت بالخَلُوق، صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم، فأيقنوا العذاب وعرفوا أن صالحًا قد صدقهم، فطلبوه ليقتلوه، وخرج صالح -عليه السلام- هاربًا حتّى لجأ إلى بطن من ثمود، يقال لهم: بنو غنم، فنزل على سيّدهم رجل منهم يقال له: نُفيل ويكنّى أبا هُدْب (وهو مشرك) (١) فغيّبه فلم يقدروا عليه، فعدوا على أصحاب صالح يعذّبونهم (٢) ليدلّوهم عليه، فقال رجل من أصحاب صالح -عليه السلام- يقال له ميدع بن هرم: يا نبي الله إنّهم ليعذبونا لندلهم عليك أفندلهم؟ قال: نعم، فدلّهم عليه ميدع، فأتوا أبا هدب فكلّموه في ذلك، فقال: نعم عندي صالح، وليس لكم إليه سبيل، فأعرضوا عنه وتركوه، وشغلهم عنه ما أنزل الله تعالى بهم (٣) من عذاب، فجعل بعضهم يخبّر بعضًا ما يرون في وجوههم، فلما أمسوا صاحوا بأجمعهم: أَلا قد مضى يوم من الأجل، فلمّا أصبحوا اليوم الثاني إذا وجوههم محمرّة كأنّما خُضِبت بالدماء، فصاحوا وبكوا وعرفوا أنه العذاب، فلمّا أمسوا صاحوا بأجمعهم: أَلا قد مضى يومان من الأجل وحضركم العذاب، فلما أصبحوا اليوم الثالث، إذا وجوههم مسودّة كأنّما طُليت بالقار (٤)، فصاحوا جميعًا: أَلا قد حضركم العذاب،


(١) من (ت) و (س).
(٢) في الأصل: ليعذبوهم. وما أثبته من (ت) و (س).
(٣) من (ت) و (س).
(٤) القارُ والقيرُ: لغتان وهو شيء أَسود تطلي به الإِبل والسفن يمنع الماء أَن يدخل، =

<<  <  ج: ص:  >  >>