للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ} ذِكْرُ صفة (١) تنزيل هذِه الآيات وتفصيلها، قال ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير وقتادة ومحمد بن إسحاق وابن يسار (٢) -دخل كلام بعضهم في بعض- قالوا: لما آمنت السحرة، رجع فرعون عدو الله مغلوبا معلولا (٣)، ثم أبى هو وقومه إلا الإقامة على الكفر والتمادي في الشر، فتابع الله -عَزَّ وَجَلَّ- عليهم بالآيات، وأخذهم بالسنين، ونقص من الثمرات، فلما عالج موسى -عَلَيْه السَّلام- منهم بالآيات الأربع: العصا واليد والسنين ونقص من الثمار، دعا فقال: يارب إن عبدك فرعون علا في الأرض، وبغى وعتا وإن قومه قد نقضوا عهدك، وأخلفوا وعدك، رب فخذهم بعقوبة تجعلها لهم نقمة، ولقومي عظة ولمن بعدهم من الأمم الباقية آية وعبرة. فبعث الله -عَزَّ وَجَلَّ- عليهم الطوفان، وهو الماء أرسل الله تعالى عليهم السماء حتى كادوا أن يهلكوا، وبيوت بني إسرائيل وبيوت القبط مشتبكة مختلطة بعضها في بعض، فامتلأت بيوت القبط ماء (٤)، حتى قاموا في الماء إلى تراقيهم (٥)، من جلس منهم غرق، ولم


(١) في (س): قصة.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٣٤ - ٣٩ مروياته عنهم وعن ابن يسار وهو الحسن البصري، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٢٦٩ عنهم ولم يذكر الحسن.
(٣) في (س): معلولا مقهورا.
(٤) من (ت).
(٥) التراقي: جمع التَّرْقُوَةُ وهي عظم بين ثُغرة النحر والعاتق من الجانبين.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>