للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يدخل بيوت بني إسرائيل من الماء قطرة، وفاض الماء على وجه أرضهم وركد، لا يقدرون على أن يحرثوا ولا يعملوا شيئا حتى جهدوا، ودام عليهم ذلك سبعة أيام من السبت إلى السبت، فقالوا لموسى -عَلَيْهِ السَّلام-: ادع لنا ربك يكشف عنا المطر، فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل، فدعا ربه فرفع عنهم الطوفان، فلم يؤمنوا ولم يرسلوا معه بني إسرائيل، وعادوا بشر ما بحضرتهم، فأنبت الله تعالى لهم في تلك السنة شيئًا لم ينبته (لهم قبل ذلك من الكلأ والزرع والثمر وأعشبت بلادهم وأخصبت) (١)، فقالوا: هذا ما كنا نتمنى، وما كان هذا الماء (٢) إلا نعمة علينا وخصبا، وما يسرنا أنا لم نمطر، فأقاموا شهرا في عافية، فبعث الله تعالى عليهم الجراد، فأكلت عامة زروعهم وثمارهم وأوراق الشجر وأنواع الزهر، حتى إنْ كانت لتأكل الأبواب، وسقوف البيت والخَشب والثياب والأمتعة ومسامير الأبواب من الحديد، حتى تقع دورهم، وابتلي الجراد بالجوع فجعلت لا تشبع، غير أنه لايدخل بيوت بني إسرائيل، ولا يصيبهم من ذلك شيء، فعجوا وضجوا، وقالوا: ياموسى ادع لنا ربك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك، ولنرسلن معك بني إسرائيل، وأعطوه عهد الله (٣) وميثاقه، فدعا موسى -عَلَيْه السَّلام-، فكشف


(١) من (ت).
(٢) من (ت).
(٣) تكررت في الأصل مرتين، ولم تتكرر في (ت) و (س) ولعله خطأ من الناسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>