للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله تعالى عنهم الجراد بعدما أقام عليهم سبعة أيام من السبت إلى السبت. ويقال: إن موسى -عليه السَّلام- برز إلى الفضاء، فأشار بعصاه نحو المشرق والمغرب، فرجعت الجراد من حيث جاءت، حتى كأن لم يكن قط، وكان قد بقيت من زروعهم وغلاتهم بقية، فقالوا: قد بقي لنا ما هو كافينا، وما نحن بتاركي ديننا، ولا نرسل معك بني إسرائيل، ولم يفوا بما عهدوا، وعادوا إلى أعمالهم السوء، فأقاموا شهرا في عافية، ثم بعث الله -عَزّ وَجَل- عليهم القمل، وأمر موسى -عليه السَّلام- أن يمشي إلى كثيب أعفر (١)، بقرية من قرى مصر، تدعى عين الشمس (٢) فمشى موسى -عليه السَّلام- إلى (٣) ذلك الكثيب وكان أهيل (٤) عظيما، فضربه بعصاه فانثال (٥) عليهم قمَّلا، فتتبع ما بقي من حروثهم وأشجارهم ونباتهم، فأكله ولحس الأرض كلها، وكان


(١) العُفْرة: غُبْرة في حُمْرة، يقال: عَفِرَ عَفَراً وهو أَعْفَرُ.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٥٨٣ (عفر).
(٢) عين شمس: من المدن المصرية القديمة، يقال إن بها مساكن لفرعون، وبها آثار عجيبة، وهي اليوم جزء من القاهرة.
انظر: "البلدان" لليعقوبي ١/ ٤١، "تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية" ٢/ ١٦٦.
(٣) الأصل: في. وما أثبته من (س) وهو موافق لما في المصادر.
(٤) الهَيل والهَائل من الرمل: الذي لا يثبت مكانَه حتى يَنْهال فيسقط، ورمل أَهْيَل مُنْهال لا يثبت.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ٧١٣ (هيل).
(٥) انْثَال عليه التُّرابُ: أَي انْصَبَّ.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ٩٥ (ثول).

<<  <  ج: ص:  >  >>