للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يدخل بين ثوب أحدهم وبين جلده فيعضه، وكان يأكل أحدهم الطعام، فيمتلئ قمَّلا، حتى إنْ أحدهم ليبني الاسطوانة بالجص، فيُزلقها حتى لا يرتقي فوقها شيء، يرفع فوقها الطعام، فإذا صعد إليه ليأكله، وجده ملآن قمَّلا. قال سعيد بن جبير: القمّل: السوس الذي يخرج من الحبوب، فكان الرجل يخرج عشرة أجرِبة (١) إلى الرحا، فلا يرد منها ثلاثة أقفزة (٢)، فلم يصابوا ببلاء كان أشد عليهم من القمَّل، وأخذت أشعارهم وأبشارهم وأشفار (٣) عيونهم وحوا جبهم، ولزم جلودهم كأنه الجدري عليهم، ومنعتهم النوم والقرار، فلم يستطيعوا له حيلة، فصرخوا وصاحوا إلى موسى -عليه السَّلام-إنا نتوب ولا نعود، فادع لنا ربك فيكشف عنا هذا البلاء، فدعا موسى-عليه السَّلام- فرفع الله تعالى (٤) القمَّل عنهم بعد ما أقام عليهم سبعة أيام من السبت إلى السبت، فنكثوا وعادوا (إلى أخبث) (٥) أعمالهم. وقالوا: ما كنا قط


(١) الجَرِيبُ: مِكْيالٌ قَدْرُ أَربعةِ أَقْفِزةٍ.
انظر "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٢٥٩ (جرب).
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٣٢ عنه.
أَقْفِزَة: جمع قَفِيز، وهو مكيال قديم يختلف باختلاف البلاد.
والقفيز الشرعي يساوي ١٢ صاعا، وهو ثمانية مكاكيك عند أَهل العراق.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٣٩٥ (قفز)، "معجم لغة الفقهاء" لقلعه جي (ص ٣٦٨).
(٣) في الأصل: وأشعار. وما أثبته من (ت) وهو موافق لما في المصادر.
(٤) من (س).
(٥) في الأصل: الأخبث. وما أثبته من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>