للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحق أن نستيقن أنه ساحر منا اليوم، يجعل الرمل دواب، وعزة فرعون لا نصدقه أبدا ولا نتبعه.

فدعا موسى -عليه السَّلام- عليهم بعدما أقاموا شهرا في عافية، فأرسل الله عليهم الضفادع، فدخلت عليهم دورهم، وامتلأت منها بيوتهم وأطعمتهم وأفنيتهم وأنديتهم، فلا يكشف أحد ثوبا ولا إناء ولا طعاما ولا شرابا إلا وجد فيه الضفادع، وكان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع (ويهم أن يتكلم فيثب الضفدع في فيه، وكانت تثب في قدورهم تفسد عليهم طعامهم، وتطفئ نيرانهم) (١)، وكان أحدهم يضطجع، فتركبه الضفادع فتكون عليه ركاما، حتى ما يستطيع أن ينصرف إلى شقه الآخر، ويفتح فاه لأكلته فيسبق الضفدع أكلته إلى فيه، ولا يعجن عجينا إلا تسدَّحت (٢) فيه، ولا يطبخ قدرا إلا أمتلأت ضفادع، فلقوا منها أذى شديدا.

وروى عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كانت الضفادع برية، فلما أرسلها الله تعالى (٣) على (٤) آل فرعون سمعت وأطاعت، فجعلت تقذف أنفسها في القدور، وهي تغلي وفي التنانير وهي تفور، فأثابها


(١) من (ت) و (س).
(٢) انْسَدح الرجلُ: استلقى وفرَّج رجليه، والسَّدْحُ: الصَّرْعُ بَطْحاً على الوجه أَو إِلقاءً على الظهر لا يقع قاعداً ولا متكوِّراً.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٤٧٧ (سدح).
(٣) من (س).
(٤) في الأصل: إلى. وما أثبته من (س) وهو موافق لما في المصادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>