للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والإسرائيلي يستقيان من ماء واحد، فيخرج ماء هذا القبطي دما، ويخرج للإسرائلي ماء عذبا، فيقومان إلى الجُرّ (١) فيه الماء (٢) فيخرج للإسرائيلي ماء وللقبطي دما، حتى إن المرأة من آل فرعون كانت تأتي المرأة من بني إسرائيل، حين جهدهم العطش فتقول: اسقيني من مائك، فتغرف لها من جرتها (٣)، أو تصب لها من قربتها، فيعود في الإناء دما، حتى إنْ كانت لتقول لها: اجعليه في فيك ثم مُجِّيه في فِيَّ، فتأخذ في فِيْهَا ماء، فإذا مَجَّته في فيها صار دما، قالوا: والنيل على ذلك يسقي الزروع، فإذا ذهبوا ليستقوا من بين الزرع عاد الماء دما عبيطا، وإن فرعون اعتراه العطش، حتى إنه ليضطر إلى مضغ الأشجار الرطبة، فإذا مضغها يصير ماؤها في فيه ملحا أجاجا، فمكثوا في ذلك سبعة أيام لا يأكلون إلا الدم، ولا يشربون إلا الدم.

قال زيد بن أسلم: الدم الذي سلط عليهم كان الرعاف (٤)، فأتوا موسى -عليه السَّلام- وقالوا: ياموسى ادع لنا ربك يكشف عنا هذا الدم؛ فنؤمن بك ونرسل معك بني اسرائيل، فدعا ربه -عَزَّ وَجَلَّ- فكشف، فلم يؤمنوا ولم يرسلوا معه بني إسرائيل، فذلك قوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ


(١) الجَرُّ: آنية من خزف، الواحدة: جَرَّةٌ، والجميع: جِرَارٌ.
انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ١٠/ ٤٧٣.
(٢) من (ت).
(٣) في الأصل: جرة. وما أثبته من (س) وهو موافق لما في المصادر.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٣٩ عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>