للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورأسهم: يا موسى أصبر لما سألت، فقليل من كثير ما رأيت. ثمّ هبطت عليه ملائكة السماء الثالثة، كأمثال النسور، لهم قَصْفٌ ورجفٌ ولَجَبٌ شديد، وأفواههم ينبع بالتقديس والتسبيح، كلَجَب الجيش العظيم وكلهب النار. ثمّ هبطت عليه ملائكة السماء الرابعة، لا يشبههم شيء من الذين مروا به قبلهم، ألوانهم كلهب النار، وسائر خلقهم كالثلج الأبيض، أصواتهم عالية بالتسبيح والتقديس، لا يقاربهم شيء من أصوات الذين مروا به قبلهم. ثمّ هبطت عليه ملائكة السماء الخامسة في (١) سبعة ألوان، فلم يستطع موسى -عليه السلام- أن يُتبعهم طرفه، ولم يرَ مثلهم ولم يسمع مثل أصواتهم، فامتلأ جوفه خوفًا، واشتد حزنه وكثر بكاؤه، فقال له حَبَر الملائكة ورأسهم: يا ابن عمران مكانك حتّى ترى ما لا تصبر عليه.

ثمّ أمر الله تعالى ملائكة السماء السادسة أن اهبطوا على عبدي الذي أراد أن يراني، فاعترضوا عليه فهبطوا عليه في يد كل ملك مثل النخلة الطويلة نارا (شديدة الضوء) (٢)، أشد ضوءا من الشمس، ولباسهم كلهب النار، إذا سبحوا وقدّسوا جاوبهم من كان قبلهم من ملائكة السماوات كلهم، يقولون بشدة أصواتهم: سبوح قدوس (رب الملائكة والروح، وفي راوية) (٣) رب العزّة أبدًا لا يموت، في


(١) من (س).
(٢) من (ت).
(٣) من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>