للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رأس كل ملك منهم أربعة أوجه، فلما رآهم موسى -عليه السلام-، رفع صوته يسبح معهم حين سبحوا، وهو يبكي ويقول: رب اذكرني ولا تنسَ عبدك، لا أدري أنقلب مما أنا فيه أم لا؟ إن خرجت أحترقت، وإن مكثت متّ، فقال له كبير الملائكة ورئيسهم: قد أوشكت يابن عمران أن يشتد خوفك، وينخلع قلبك، فاصبر للذي سألت، ثمّ أمر الله تعالى أن يُحْمل عرشه في ملائكة السماء السابعة، وقال: أروه، فلما بدا نور العرش انفرج الجبل (١) من عظمة الرب، ورفعت ملائكة السماوات أصواتهم جميعًا، فارتج الجبل واندك، وكل شجرة كانت فيه، وَخَرَّ العبد الضعيف مُوسَى صَعِقًا على وجهه، ليس معه روحه، فقلب الله الحجر الذي كان عليه موسى، وجعله كهيأة القبّة، كي لاّ يحترق موسى، وأرسل الله (٢) إليه روح الحياة برحمته، فقام موسى -عليه السلام- يسبح الله ويقول: آمنت أنك ربّي وصدقت أنه لا يراك أحد فيحيا، ومن نظر إلى ملائكتك انخلع قلبه، فما أعظمك، وأعظم ملائكتك! أنت رب الأرباب، وإله الآلهة، وملك الملوك، لا يعدلك شيء، ولا يقوم لك شيء، رب تبت إليك الحمد لله لا شريك لك رب العالمين (٣).


(١) من (ت).
(٢) من (ت).
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٥٠ - ٥٢ بنحوه عن ابن إسحاق، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٢٧٧ عنه وعن وهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>