للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذلك قوله تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا} (١).

{فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ}

واختلفوا في كيفية هذِه الرجفة، وسبب أخذها إياهم. فقال ابن إسحاق والسدي: إنّهم لمّا أتوا ذلك المكان قالوا لموسى -عليه السلام-: أطلب لنا أن نسمع كلام ربّنا. فقال: أفعل، فلمّا دنا موسى -عليه السلام- من الجبل، وقع عليه عمود الغمام حتّى يغشى الجبل كله، ودنا موسى فدخل فيه، وقال للقوم: ادنوا! وكان موسى إذا كلمه ربه وقع على جبهته نور ساطع، لا يستطيع أحد من بني إسرائيل أن ينظر إليه! فضرب دونه بالحجاب، ودنا القوم حتّى إذا دخلوا في الغمام وقعوا سجودا، فسمعوه وهو يكلّم موسى يأمره وينهاه: افعل، ولا تفعل! فلما فرغ، انكشف عن موسى الغمام. وأقبل إليهم، فقالوا: يا موسى لن نؤمن لك حتّى نرى الله جهرة! فأخذتهم الرجفة -وهي الصاعقة- فماتوا جميعًا (٢).

وقال ابن عباس - رضي الله عنهما-: إن السبعين الذين قالوا: لن نؤمن لك حتّى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة، كانوا قبل السبعين الذين أخذتهم الرجفة، وإنما أمر الله تعالى موسى -عليه السلام- أن يختار من قومه سبعين رجلًا، فاختارهم وبرزوا ليدعوا ربهم، فكان فيما دعوا أن قالوا: اللهم أعطنا ما لم تعطه أحدًا قبلنا، ولا تعطيه أحدًا بعدنا،


(١) جاء في "لباب التأويل" للخازن ٢/ ٥٩٠: قال أصحاب الأخبار، وذكره مختصرا.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٧٢ عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>