للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبا مالك (١) عن صفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في التوراة، وكان من علماء اليهود، فقال: صفته في كتاب الله -عز وجل- بني هارون الذي لم يبدل ولم يغير أحمد من ولد إسماعيل بن إبراهيم، وهو آخر الأنبياء وهو النبي العربي الذي يأتي بدين إبراهيم الحنيف، يأتزر (٢) على وسطه ويغسل أطرافه في عينيه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوّة مثل زر الحَجَلة (٣)، ليس بالقصير ولا بالطويل، ويلبس الشملة (٤)، ويجتزئ بالبُلْغة (٥)، ويركب الحمار، ويمشي في الأسواق، معه حرب وقتل وسبي، سيفه على عاتقه لا يبالي مَن لقي مِن الناس، معه صلاة لو كانت في قوم نوح ما أهلكوا بالطوفان، ولو كانت في عاد ما أهلكوا بالريح، ولو كانت في ثمود ما أهلكوا بالصيحة. مولده بمكّة، ومنشأه بها، وبدء (٦) نبوّته بها،


(١) أبو مالك القرظي، وقيل اسمه: عبد الله، والد ثعلبة.
ذكره الواقدي وقال إنه قدم من اليمن وهو على دين اليهودية فتزوج امرأة من قريظة فانتسب فيهم وهو من كندة، أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلم. انظر: "أسد الغابة" ٦/ ٢٦٨، و "الإصابة" ٧/ ٣٥٧.
(٢) يأتزر: يلبس الإزار، والإِزار كُلُّ ما واراك.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ١٦ (أَزَرَ).
(٣) زِرّ الحَجَلة: هو بيت كالقُبَّة يستر بالثياب، ويكون له أَزرار كبار.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ١٤٣: (حَجَل).
(٤) الشَّملةَ: كساء يُشْتَمَلُ به.
انظر: "الفائق في غريب الحديث والأثر" ٢/ ٢٦٢
(٥) البُلْغة من القوت: ما يتبلغ به، ولا فضل فيه، ويجتزيء: يكتفي به.
انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ٨/ ١٤٠ (بَلَغ)، "مختار الصحاح" للرازي (ص ٤٣) (جزأ).
(٦) من (ت) و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>