للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإذا هو في سورة الأعراف. فقال: تعرف أَيْلَة؟ قلت: نعم. قال: فإنّه كان بها حي من اليهود في زمن داود -عليه السلام- حرم عليهم صيد الحيتان في يوم السبت، وذلك أنّ اليهود أمروا باليوم الذي (أمرتم به) (١) يوم الجمعة، فتركوه واختاروا السبت، فابتلوا به وحرّم عليهم فيه الصيد، وأمروا بتعظيمه، إن أطاعوا لم يؤجروا، وإن عصوا عذبوا. وكانت الحيتان تأتيهم يوم السبت شرعًا بيضا سمانًا، كأنها الماخض (٢) ينتطح ظهورها لبطونها بأفنيتهم، حتّى لا يرى الماء من كثرتها، ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك، فكانوا كذلك برهة من الدهر. ثمّ إنَّ الشيطان وسوس إليهم فقال: إنما نهيتم عن أخذها يوم السبت فاتّخذوا الحياض، فكانوا يسوقون الحيتان إليها يوم الجمعة، فتبقي فيها ولا يمكنها الخروج منها لقلة الماء، فيأخذونها يوم الأحد (٣).

وقال ابن زيد: كانوا قد قرموا (٤) بحب الحيتان، وكانوا في غير يوم السبت لا يأتيهم حوت واحد، فأخذ رجل منهم حوتًا فربط في ذنبه خيطًا، ثم ربطه إلى خشبة في الساحل، ثمَّ تركه في الماء إلى


(١) في الأصل: أمرتهم فيه. وفي (س): أمرتم. وما أثبته من (ت).
(٢) الماخض: هي الحامل التي دَنا وِلادُها وقد أَخذها الطلْقُ.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٢٢٨ (محض).
(٣) أخرجه الصنعاني في "تفسير القرآن" ١/ ٢٤٠ عنه. بنحوه مطولًا.
(٤) القَرَمُ: شدّة الشهوة إِلى اللحم.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٢/ ٤٧٣ (قرم).

<<  <  ج: ص:  >  >>