للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يوم الأحد، فأخذه وشواه. فوجد (١) جارّ له ريح الحوت. فقال له: يا فلان إني أجد في بيتك ريح نون (٢)، قال: لا فتطلع في تنوره فإذا هو فيه. فقال: إني أرى الله سيعذّبك، فلما لم يره عذب ولم يعجل عليه بالعذاب، أخذ في السبت الآخر حوتين اثنين. فلما رأوا أن العذاب لا يعاجلهم، أخذوا وأكلوا وملحوا وباعوا وأثروا وكثر مالهم، وكانوا نحواً من سبعين ألفًا، فصارت أهل (٣) القرية أثلاثًا، ثلثا نَهَوا وكانوا (نحواً من اثني) (٤) عشر ألفًا، وثلثا قالوا: لِمَ تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم، وثلثا من أصحاب الخطيئة، فلما لم ينتهوا قال المسلمون: لا نساكنهم، فقسموا القرية بجدار للمسلمين باب وللمعتدين باب، ولعنهم داود -عليه السلام-، فأصبح الناهون ذات يوم في مجالسهم، ولم يخرج من المعتدين أحد، فقالوا: إن للناس شأنًا لعل الخمر غلبتهم، فعلوا على الجدار، فنظروا فإذا هم قردة، ففتحوا الباب ودخلوا عليهم، فعرفت القردة أنسباءها من الإنس، ولا يعرف الإنس أنسباءهم من القرود. فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي، فيقول: ألم ننهكم؟ فتقول برأسها:


(١) في الأصل: ثمَّ وجد. وما أثبته من (ت).
(٢) النُّونُ: الحوت، والجمع أَنْوانٌ ونينانٌ.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٣/ ٤٢٧ (نون).
(٣) من (ت) و (س).
(٤) في الأصل: وكانوا إثنا. وما أثبته من (ت)، وهو موافق لما ذكره الألوسي في "روح المعاني" ٩/ ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>