للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سنة، جاءه ملك الموت، فلما رآه آدم قال: مالك؟ قال: قد استوفيت أجلك. قال له آدم عليه السلام: بقي من عمري أربعون سنة. قال: أوليس قد وهبتها لداود؟ قال: لا. فجحد آدم. فجحدت ذريته، ونسي آدم ونسيت ذريته. وخطئ آدم فخطئت ذريته. فرجع ملك الموت إلى ربه فقال: إن آدم يدّعي من عمره أربعين سنة. قال: أخبر آدم أنَّه جعلها لابنه داود عليه السلام، والأقلام رطبة فأثبتت لداود (١).

فلما قررهم بتوحيده، وأشهد بعضهم على بعض، أعادهم إلى صلبه فلا تقوم الساعة حتّى يولد كل من أخذ ميثاقه، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم، فذلك قوله (عز وجل) (٢): {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ} ونظم الآية: وإذ أخذ ربّك من ظهور بني آدم ذريتهم، ولم يذكر ظهر آدم وإنما أخرجوا يوم الميثاق من ظهره، لأن الله عز وجل أخرج ذرية آدم بعضهم من ظهور بعض، على نحو ما يتوالد الأبناء من الآباء، فاستغنى به عن ذكر ظهر آدم بقوله من بني آدم، فلما عُلِمَ أنهم كلهم بنوه وأخرجوا من ظهره، ترك ظهر آدم وذكر ظهور بنيه.

وقوله: {ذُرِّيَّتَهُمْ} قرأ أهل مكة وأهل المدينة والكوفة: (ذريتهم)


(١) حديث زيادة آدم من عمره لداود عليهما السلام، قال الشيخ الألباني في "صحيح الجامع" ٢/ ٩٢٥ (٥٢٠٨): صحيح.
أخرجه الترمذي في كتاب تفسير القرآن تفسير سورة الأعراف (٣٠٧٦) وقال: حسن صحيح، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٣٥٥، وقال: صحيح على شرط مسلم. وقال الذهبي: على شرط مسلم.
(٢) من (ت) و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>