للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} (١) وقال لهم: جميعا أعلموا أنَّه لا إله غيري، (وأنا ربكم) (٢) ولا رب لكم غيري، فلا تشركوا بي شيئًا، وأنا مرسل إليكم رسلا يذكرونكم عهدي وميثاقي، ومنزل عليكم كتبا. فتكلّموا وقالوا: شهدنا أنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك، فأقرّوا يومئذ كلهم طائعين، وطائفة على وجه التقيّة (٣).

فأخذ بذلك مواثيقهم ثم كتب آجالهم وأرزاقهم ومصائبهم، فنظر إليهم آدم عليه السلام فرأى منهم الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك، فقال: رب لولا سويت بينهم، فقال: إنّي أحببت أن أشكر، قالوا (٤): وفيهم الأنبياء يومئذ أمثالُ السُّرج، فرأى آدم نورا ساطعا. فقال: من هذا؟ قال: هذا داود نبي من ذريتك. قال: كم عمره؟ قال: ستّون سنة. قال: رب زده. قال: قد جرى القلم على آل بني آدم. قال: رب زده من عمري أربعين سنة. فأثبتت لداود الأربعون، وكان عمر آدم عليه السلام ألف (٥) سنة. فلما استكمل آدم تسع مئة وستين


(١) الواقعة: ٩.
(٢) من (ت) و (س).
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١١٦ - ١١٧ عنه بنحوه، ١٣/ ٢٣٨ عن أبي ابن كعب، وجعله المصنف سياقا واحد.
(٤) قول المصنف: قالوا: أي المفسرون، وقد جمع المصنف أقوالهم في سياق واحد وذكرها الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١١٤ - ١١٦ بأسانيده عن ابن عباس رضي الله عنهما، وابن جبير، وعطاء، والضحاك.
(٥) من (ت) و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>