للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرض بني كنعان من أرض الشام، أتى قوم بلعم إلى بلعم، وكان عنده اسم الله الأعظم. فقالوا: إن موسى رجل حديد (١)، ومعه جنود كثيرة، وإنّه قد جاء يخرجنا من بلادنا ويقتلنا ويحلها بني إسرائيل، وإنا قومك وبنو عمك، وليس لنا منزل، وأنت رجل مجاب الدعوة، فاخرج وادع الله أن يرد عنا موسى وقومه. فقال: ويلكم نبي الله ومعه الملائكة والمؤمنون كيف أدعو عليهم؟ وأنا أعلم من الله ما أعلم، وإني إن فعلت هذا ذهبت دنياي وآخرتي. فقالوا: ما لنا من منزل، وراجعوه في ذلك. فقال: حتَّى أُؤامر ربّي، وكان لايدعو حتّى ينظر ما يؤمر به في المنام، فآمر في الدعاء عليهم. فقيل له في المنام: لا تدع عليهم. فقال لقومه: إني قد وامرت ربّي في الدعاء عليهم، وإنّي قد نُهيت. فأهدوا له هدية فقبلها، ثمّ راجعوه وقالوا: ادع عليهم، فقال: حتّى أؤامر ربي، فلم يجر إليه بشيء. فقال: قد وامرت فلم يجر إليّ بشيء، فقالوا: لو كره ربّك أن تدعو عليهم لنهاك كما نهاك في المرة الأولى. فلم يزالوا به (٢) يرققونه ويتضرعون إليه حتّى فتنوه فافتتن، فركب أتانا له متوجها إلى جبل يُطْلِعُه على عسكر بني إسرائيل، يقال له: حُسْبَان (٣)، فلما سار عليها غير كثير ربضت به،


= والنهاية": ١/ ٣٢٢: هذا الَّذي ذكره ابن إسحاق في قصة بلعام صحيح قد ذكره غير واحد من السلف. أهـ.
(١) في الأصل: شديد. وما أثبته من (س) وهو موافق لما في المصادر.
(٢) من (س).
(٣) لم أجد له إشارة في كتب معاجم البلد حسب بحثي واجتهادي.

<<  <  ج: ص:  >  >>