للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فنزل عنها فضربها حتّى إذا أذْلَقها (١) قامت فركبها، فلم تسر به كثيرا حتّى ربضت، (ففعل بها مثل ذلك فقامت فركبها، فلم تسر به كثيرا حتّى ربضت) (٢) فضربها حتّى إذا أذلقها أذن الله (٣) لها بالكلام، فكلمته حجة عليه. فقالت: ويحك يا بلعم أين تذهب؟ ألا ترى الملائكة أمامي تردُّني عن وجهي هذا؟ أتذهب إلى نبي الله والمؤمنين تدعو عليهم! فلم ينزع عنها، فخلّى الله سبيلها فانطلقت به (٤)، حتّى إذا أشرفت به على جبل حُسْبَان، جعل (٥) يدعو عليهم، ولا يدعو عليهم بشيء إلّا صرف به لسانه إلى قومه، ولا يدعو لقومه بخير إلّا صرف لسانه إلى بني إسرائيل. فقال له قومه: يا بلعم أتدري ما تصنع؟ إنما تدعو لهم، وتدعو علينا! قال: فهذا ما لا أملكه، هذا شيء قد غلب الله عليه، واندلع لسانه فوقع على صدره، فقال لهم: قد ذهبت الآن مني الدنيا والآخرة، فلم يبقَ إلّا المكر والحيلة، فسأمكر لكم وأحتال، جَمِّلوا النساء وزينوهن وأعطوهن السلع، ثمّ أرسلوهن إلى العسكر يبعنها فيه، ومُرُوهنَّ فلا تض امرأة نفسَها من رجل أرادها، فإنهم إن زنى رجل واحد منهم كُفِيتُمُوهم! ففعلوا، فلمّا دخل النساء العسكر مرَّت امرأة من


(١) أي: أجهدها، ومعنى الإِذْلاق: أَن يبلغ منه الجَهْدُ حتَّى يَقْلَقَ ويَتَضَوَّر.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ١٠٩ (ذلق).
(٢) من (ت).
(٣) من (ت) و (س).
(٤) من (س).
(٥) من (ت) و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>