للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكنعانيين اسمها: كسبَى بنت صور، برجل من عظماء بني إسرائيل. يُقال له: زمري بن شلوم رأس سبط شمعون بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، فقام إليها فأخذ بيدها حين أَعجبه جمالها، ثمّ أقبل حتّى وقف على موسى عليه السلام. فقال: إني أظنك ستقول هذِه حرام عليك؟ قال: أجل هي حرام عليك لا تقربها! قال: فوالله لا نُطِيعك في هذا. ثمّ دخل بها قبته فوقع عليها. فأرسل الله الطاعون علي بني إسرائيل في الوقت، وكان فنحاص بن العيزار بن هارون، صاحبَ أمر موسى رجلا قد أعطي بَسطَةً في الخَلْق وقوة في البطش، وكان غائبًا حين صنع زمري بن شلوم ما صنع، فجاء والطّاعون يَجُوْس في بني إسرائيل، وأُخْبِر الخبر، فأخذ حَرْبته وكانت من حديد كلّها، ثمّ دخل عليه القبة، فانتظمهما بحربته وهما متضاجعان، ثمّ خرج بهما رافعهما إلى السماء، والحربة قد أخذها بذراعه، واعتمد بمرفقه على خاصرته، وأسند الحربة إلى لَحْيَيه، وكان بكرا لعيزار، وجعل يقول: اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك! ورُفع الطاعون. فَحُسِب مَنْ هلك من بني إسرائيل في الطاعون، بين أن أصاب زِمري (١) المرأة إلى أن قتله فنِحاص، فوجدوا قد هلك منهم سبعون ألفا في ساعة من النهار. فمن هنالك يعطي بنو إسرائيل ولد فنحاص من كل ذبيحة ذبحوها القِبَةَ (٢) والذراع واللَّحْي، لاعتماده بالحربة على خاصرته وأخذه إياها بذراعه وإسناده إياها


(١) من (ت) و (س).
(٢) القِبَةُ: هي هَنة متصلة بالكرش ذاتُ أَطباق.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ١٦٩ (قبا).

<<  <  ج: ص:  >  >>