للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن أبا سفيان أقبل من الشام في عير لقريش فيها عمرو بن العاص وعمرو بن هشام، ومخرمة بن نوفل الزهري، في أربعين راكبًا من كبار (١) قريش وفيها تجارة عظيمة وهي اللطيمة (٢)، حتّى إذا كانوا قريبًا من بَدْر بلغ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك، فندب أصحابه إليه وأخبرهم بكثرة المال، وقلّة العدد (٣)، وقال: "هذِه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعلّ الله أن يُنفِلكُموها" (٤). فخرجوا لا يُريدون (٥) إلّا أبا سفيان والركب لا يرونها إلّا غنيمة لهم، وخفّ بعضهم وثقل بعض، وذلك أنّهم لم يظنّوا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَلقى حربًا. فلمّا سمع أبو سفيان بمسير النبيّ - صلى الله عليه وسلم - استأجر ضمضم بن عمرو الغفاري (٦)،


(١) في (ت) من: ركبان.
(٢) اللطيمة: المسك تكون في العير، وقيل اللطيمة: هي العير التي تحمل المسك ... وقيل إنّ المسك إنما سمي لطيمة لأنه يوضع على الملاطم وهي الخدود.
انظر: "المخصص" لابن سيده ١١/ ٢٠٠
(٣) في (ت): العدو.
(٤) الحكم على الإسناد:
صحيح. صححه الألباني في "تخريج أحاديث فقه السيرة" (ص ٢٣٣).
التخريج:
أخرجه ابن هشام في "السيرة النبوية" ١/ ٦٠٦، والطبري في "تاريخ الرسل والملوك" ٢/ ٢٣، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٣/ ٣٢.
(٥) في الأصل: يدرون. والصواب ما أثبته من (ت) و (س).
(٦) لم أجد له ترجمة حسب بحثي واطلاعي، مع شهرته وذكره في أكثر المصادر، ووجدت في السيرة الحلبية
٢/ ٣٧٥ قول المصنف علي بن برهان الدين الحلبي: ولا يعرف له إسلام والذي من الصحابة ضمضم بن عمر الخزاعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>