للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فبعثه إلى مكّة، وأمره أن يأتي قريشًا فيستنفرهم ويخبرهم أن محمدًا قد عرض لعيرهم في أصحابه، فخرج ضمضم سريعًا إلى مكّة، وخرج الشيطان في صورة سراقة بن جعشم (١)، فأتى مكّة فقال: إن محمدًا وأصحابه قد عرضوا لعيركم، ولا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم، فغضب أهل مكّة، وانتدبوا وتنادوا ألا يتخلف عنا أحد إلّا هدمنا داره واستبحناه، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه حتّى بلغ واديًا يقال له: ذَفِرَان (٢)، فأتاه الخبر عن مسير قريش ليمنعوا عيرهم، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (حتّى إذا كان بالرَّوْحَاء (٣) أخذ عينًا للقوم فأخبره بهم، وبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضًا عينا له من جُهَينة (٤) حليفًا


(١) سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي الكناني، أبو سفيان. - رضي الله عنه - (ت ٢٤ هـ).
الصحابي المشهور الَّذي خرج قبل إسلامه يتبع أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الهجرة، وكان شاعرا مجودًا، أسلم يوم الفتح، وكان ينزل قديدا.
انظر: "الاستيعاب" ١/ ١٧٣، "الإصابة" ٣/ ٤١.
(٢) ذَفِرَانُ: وادٍ رأسه نقب ضيق، فإذا تجاوزته وجدت طريقا يأخذ يسارا فيمر بجبال يقال لها: الضَّفِرُ. ومَازال ذفران معلوما وهو يقع قريبا من مدينة ينبع.
انظر: "معجم المعالم الجغرافية" لعاتق البلادي (ص ١٣١).
(٣) الرَّوْحَاءُ: بِئْرُ معروفة، تبعد عن المدينة ٧٤ كم، وقد ظلت محطة عامرة على الطريق بين المدينة وبدر على مر العصور.
انظر: "المعالم الأثيرة" لشراب (ص ١٣١)، "معجم المعالم الجغرافية" لعاتق البلادي (ص ١٤٣).
(٤) جهينة: حي من قضاعة من القحطانية، وهم بنو جهينة بن زيد بن ليث بن زيد بن ليث بن أسود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة.
انظر: "نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب" للقلقشندي (ص ٢٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>