للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بيدي، ثمّ قلت: تلك الملائكة (١). قال: فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة شديدة، فثاورته فاحتملني فضرب بي الأرض، ثمّ برك عليّ يضربني، وكنت رجلا ضعيفًا. فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فأخذته، فضربته ضربة فلقت رأسه شجة منكرة، وقالت: تستضعفه إن غاب عنه سيّده، فقام مولّيًا ذليلا، فو الله ما عاش إلّا سبع ليال حتّى رماه الله تعالى بالعدَسَة (٢) فقتله (٣)، ولقد تركه ابناه ليلتين أو ثلاثًا ما يدفنانه، حتّى أنتن في بيته، وكانت قريش تتقي العدَسَة، كما يتّقي الناس الطاعون، حتّى قال لهما رجل من قريش: ويحكما ألا تستحيان! إنَّ أباكما قد أنتن في بيته لا تغيبانه. فقالا: إنّا نخشى هذِه القرحة، قال: فانطلقا فأنّا معكما، فما غسلوا إلّا قذف الماء عليه من بعيد ما لمسوه، ثمّ احتملوه فدفنوه بأعلى مكّة إلى جدار، وقذفوا عليه الحجارة حتّى واروه (٤). وروى مِقْسم عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كان الَّذي أسر العباس أبا


= شيئًا، والمراد أنها لا يحبسها ولا يمسكها شيء.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ٣٣٤ (ليق).
(١) إلى هنا اقتصر الطبري في "جامع البيان" في الرواية.
(٢) العَدَسَة: هي بثرة تخرج في مواضع من الجسد من جنس الطاعون، تقتل صاحبها غالبًا.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٦/ ١٣٢ (عدس).
(٣) إلى هنا رواية ابن هشام في السيرة، وبقية الرواية عند الحاكم في "المستدرك" والطبراني في "المعجم الكبير"، ويأتي تخريجه.
(٤) الحكم على الإسناد: =

<<  <  ج: ص:  >  >>